الشبكة نيوز : الأشعة المقطعية.. لماذا لا يجب أن تخضع لها إلا عند الضرورة؟

نعيش في عصر تمكن فيه التكنولوجيا الطبية من كشف ما لا تراه العين المجردة، وتُعدّ الأشعة المقطعية جزءًا أساسيًا من هذا التقدم، ولكن مع تزايد الحديث عن التعرض للإشعاع ومخاطر الإصابة بالسرطان المحتملة، يثور التساؤل: ما هو الحد الأقصى المسموح به؟.

فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (المقطعية)

التصوير المقطعي المحوسب (CT) ليس فحصًا بالأشعة السينية المعتاد، فهو يوفر صورًا مقطعية دقيقة للجسم، وغالبًا ما يكون الأداة المفضلة عندما يحتاج الأطباء إلى توضيح عاجل.

وفقا لموقع ” onlymyhealth”، تُظهر فحوصات التصوير المقطعي المحوسب صورًا داخلية مفصلة، وعادةً ما تكون أساسية في تشخيص الأمراض المهددة للحياة، مثل: نزيف داخلي أو جلطات الدم أو السرطان، صحيح أنها تُعرِّض الناس لإشعاعات أكثر من الأشعة السينية العادية، إلا أن فوائدها عادةً ما تفوق مخاطرها عند استخدامها بشكل صحيح.

متى تكون هناك حاجة لإجراء التصوير المقطعي المحوسب؟

لا يُنصح بإجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب عشوائيًا، يُقيّم الطبيب عدة عوامل قبل اتخاذ قرار بشأن أعراضك وتاريخك الطبي ومدى خطورة الحالة. يُجرى كل فحص تصوير مقطعي محوسب فقط عند الضرورة، وهو ضروري في الوقت الراهن للحصول على تشخيص دقيق أو تدخل طبي عاجل.

على سبيل المثال، إذا كنت في غرفة الطوارئ بسبب حالة خطيرة ألم في البطن في حالة الاشتباه في الإصابة بسكتة دماغية، فإن الانتظار أو تجنب إجراء الفحص قد يكون أكثر خطورة من الإشعاع الناتج عن الفحص نفسه.

ماذا عن خطر الإصابة بالسرطان؟

هناك خطر نظري للإصابة بالسرطان مرتبط بالتعرض المتكرر للإشعاع، ولكنه ضئيل للغاية ويتراكم مع مرور الوقت، فلا يُعرّضك الفحص العرضي لخطر كبير، يكمن الخطر في الفحوصات غير الضرورية أو المتكررة دون مبرر سريري مناسب، ولهذا السبب تُعدّ البروتوكولات صارمة للغاية.

يتم معايرة الإشعاع الناتج عن فحص مقطعي محوسب واحد بعناية، والجرعات اليوم أقل بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، تساعد الأجهزة الحديثة وبروتوكولات الفحص المُحدثة على تقليل التعرض، خاصةً لدى الأطفال والبالغين الأصغر سنًا الأكثر حساسية للإشعاع.

من المهم التأكد من أن الأطباء لا ينصحون بإجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب إلا عند الضرورة، لا يُجرى أي فحص بمعزل عن غيره، بل يتبع الأطباء إرشادات مبنية على الأدلة، ويستشيرون أخصائيي الأشعة، ويدرسون طرق تصوير بديلة (كالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي) عند الحاجة.