الشبكة نيوز : عقدة أوديب وتحليل الأحلام أبرزها.. أشهر نظريات فرويد النفسية فى ذكرى ميلاده

عندما يذكر الطب النفسى، يظهر فى الأذهان اسم “سيجموند فرويد” طبيب الأعصاب النمساوى، فهو واحد من أكثر المفكرين تأثيرًا وإثارةً للجدل في القرن العشرين، وصاحب أشهر النظريات النفسية، والذى يعتبر أيضا الأب الروحى لعلم النفس الحديث ومؤسس علم التحليل النفسى.

أحدثت آراء ونظريات فرويد ثورةً في علاج الأمراض النفسية وعلاجها، حيث يعد “التحليل النفسي” وسيلة للإنصات للمرضى وفهم آلية عمل عقولهم بشكل أفضل، ورغم بعض الانتقادات التى توجه حاليا لبعض نظرياته، لكن لا يزال للتحليل النفسي تأثيرا هائلا على علم النفس والطب النفسي الحديثين.
ووفقا لموقع ” very well mind” ساهمت نظريات فرويد وأعماله في تشكيل المفاهيم السائدة حول الأحلام والطفولة، والشخصية والذاكرة والجنس، والعلاج النفسي، كما مهدت أعمال فرويد الطريق للعديد من المنظرين الآخرين لصياغة أفكارهم، بينما طور آخرون نظريات جديدة تُعارض أفكاره.

من هو سيجموند فرويد.

ولد سيجموند فرويد عام ١٨٥٦ في بلدة فرايبرغ في مورافيا، بجمهورية التشيك الحالية، وكان الأخ الأكبر لثمانية أخوة، ثم انتقلت عائلته إلى فيينا بعد ولادته بسنوات، والتى عاش فيها معظم حياته، وحصل فرويد على شهادة الطب وبدأ ممارسة الطب في فيينا، و عين محاضرًا في الأمراض العصبية بجامعة فيينا عام ١٨٨٥.

بعد قضاء بعض الوقت في باريس وحضور المحاضرات التي ألقاها طبيب الأعصاب الفرنسي جان مارتن شاركو، أصبح فرويد أكثر اهتماما بالنظريات التي تفسر العقل البشري، والتي تعد حجر الأساس فى علم التحليل النفسي الذى قام يتأسيسه، ثم انسحب فرويد من المجال الأكاديمي بعد رفض المجتمع الطبي في فيينا أنواع الأفكار التي جلبها من باريس، تحديدًا المتعلقة بالهستيريا، لكنه واصل فرويد أعمال مؤثرة في علم الأعصاب، منها كتاب “حول فقدان القدرة على الكلام: دراسة نقدية”، الذي صاغ فيه مصطلح ” الأجنوسيا ” ، أي عدم القدرة على تفسير الأحاسيس.
في السنوات اللاحقة، نشر فرويد وزميله جوزيف بروير “تقريرًا تمهيديًا” و”دراسات حول الهستيريا”. وبعد انتهاء صداقتهما، واصل فرويد نشر أعماله الخاصة في التحليل النفسي، وانتقل فرويد للإقامة بإنجلترا عام ١٩٣٨ حتى وفاته عام ١٩٣٩ .

أشهر نظريات فرويد بمجال علم النفس
 

تعد نظريات فرويد بالطب النفسى مؤثرة للغاية حتى  يومنا هذا، وهى الأفكار التى بناها على دراسة حالات مرضاه ومرضى زملائه، ورغم تعرضها لانتقادات لاذعة، سواءً خلال حياته و حتى الأن، لكن لا يمكن إنكار أن بعض أفكاره أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا، مثل العقل الباطن، والأنا والأنا العليا، وآليات الدفاع.

ووفقا لموقع magazine Discover ، فتلك هى أهم 5 نظريات لفرويد، وهى:

عقدة أوديب

تعد عقدة أوديب نظرية فرويد الأشهر على الأطلاق وأكثرها إثارة للجدل، وهي نظرية نفسية جنسية، ووفقًا لفرويد، فهي رغبة لا واعية تبدأ بين سن الثالثة والسادسة، حيث يشعر الطفل خلالها بانجذاب جنسي تجاه أحد الوالدين، بحيث يشعر الأبن بالغيرة على أمه من والده، عقدة أوديب، والعكس صحيح، إلا أن غيرة الإبنة على أبيها تدعى بعقدة إليكترا.

يعتقد فرويد أن عقدة أوديب، التى نشرها عام 1908، هي “الظاهرة المركزية للفترة الجنسية في مرحلة الطفولة المبكرة”، ولكن لا يوجد دليل علمي يدعم نظريته.

الأنا والـ”هو” والأنا الأعلى

يعتبر البعض النفس البشرية أكثر نظريات التحليل النفسي المستمرة في مسيرة فرويد، نشر فرويد نظريته في الشخصية عام ١٩٢٣، والتي تفترض أن النفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء،  وهى الأنا، والـ”هو”، والأنا الأعلى، وتتطور جميعها في مراحل مختلفة من حياتنا، ومن المهم الإشارة إلى أن فرويد لم يعتقد أن هذه الأجزاء كيانات مادية في أدمغتنا، بل أنظمة.

بينما تُستخدم كلمة “الأنا” في الثقافة الشعبية أكثر بكثير من الهو والأنا الأعلى، إلا أن الثلاثة مترابطون، ووفقًا لفرويد، الهو هو الجزء الأكثر بدائية في النفس البشرية، لإنه أساس دوافعنا الجنسية والعدوانية، أما الأنا الأعلى هو بوصلتنا الأخلاقية، والأنا هو الحكم، إن صح التعبير، بين دوافع الهو والأنا الأعلى.

تحليل الأحلام

يعتقد فرويد أن الحلم هو واقع بديل نختبره أثناء النوم، لذلك يعتبر تفسير الأحلام، وفقا لنظريته، هو الطريق الملكي لمعرفة الأنشطة اللاواعية للعقل، وكانت نظريات فرويد عن الأحلام وكتابه “تفسير الأحلام ” ثورية فى وقتها، حيث نشرت عام ١٨٩٩، وقبلها كان يعتقد العلماء أن أن الأحلام بلا معنى، أما فرويد، فقد اعتقد أنها “حقيقات مقنعة لرغبات طفولية مكبوتة.

رغم ذلك لم ينشئ فرويد قاموسًا للأحلام، بل إنه تجنب الخوض في مثل هذه التفاصيل، وأصر على أن الأحلام، وإن كانت رمزية، إلا أنها خاصة بالشخص نفسه، ولا يمكن تعريفها بشكل عام لتناسب المجتمع بأكمله.

التداعى الحر

انعكست نظريات فرويد في الأحلام بشكل مباشر على نظريته في التداعي الحر، وبناء على نظرية أن الأحلام ومعانيها شخصية، سمح فرويد لمرضاه بتفسير الأحلام بأنفسهم، بدلاً من إخبارهم برأيه الخاص، وقد أطلق على هذه العملية اسم التداعي الحر.

ومع كل سمة جديدة في الحلم خلال جلسة التحليل النفسي، كان فرويد يقترح على مرضاه الاسترخاء واستخدام مصطلح حديث للتعبير عما يعتقدون أنه يعنيه، عندها كان المرضى يطرحون الأفكار فور ظهورها، مهما كانت تافهة.

زلة اللسان

من أشهر نظريات فرويد “زلة اللسان “، أو ما يطلق عليها “زلة فرويد”، كان يعتقد أن زلة اللسان وهى قول ما لا نقصد قوله،  تكشف عما نفكر فيه لا شعوريًا.

طرح فرويد نظريته حول الانزلاق الفرويدي في كتابه الصادر عام 1901 بعنوان ”  علم النفس المرضي للحياة اليومية”، واقترح أن هذه الأخطاء اللفظية وأحيانًا المكتوبة،  كانت متجذرة في “الرغبات اللاواعية” و”الرغبات غير المعبر عنها”، علاوة على ذلك، اعتقد فرويد أن عدم تذكر شيء ما، كعنوان شخص ما أو اسمه، مرتبط بحاجتنا أو رغبتنا في كبت ذلك، ولم يشرح العلم الحديث بعدُ سبب حدوث زلات فرويد.