الشبكة نيوز : مش مجرد مشكلة في الظهر.. المخاطر الخفية لإصابات الحبل الشوكي

تتزايد إصابات الحبل الشوكي بسبب السقوط والحوادث، الأعراض المبكرة خفيفة، لكن التشخيص المتأخر قد يُغير مجرى الحياة، لذا فإن الوقاية والرعاية في الوقت المناسب أمران بالغا الأهمية، بحسب موقع تايمز ناو.

تخيل أنك تسقط من سلم، أو تنزلق من شرفة، أو حتى تتعثر بشكل غريب على أرضية مبللة، تنفض الغبار عن نفسك، وتتألم قليلاً، ثم تواصل طريقك، ولكن ماذا لو كانت تلك الوخزة الخفيفة في ظهرك أكثر من مجرد شد عضلي؟ ماذا لو كانت بداية قصة أكبر بكثير، قصة تتعلق بحبلك الشوكي، وجهازك العصبي، وصحتك على المدى الطويل؟

على مدى السنوات القليلة الماضية، ازدادت إصابات الحبل الشوكي تدريجيًا، ولم تعد مجرد نتيجة لصدمات شديدة أو حوادث نادرة. ويشير الخبراء إلى عوامل رئيسية، منها تأخر التشخيص.

أعراض إصابة الحبل الشوكي

العمود الفقري ليس مجرد بنية عظمية، بل هو رابط حيوي بين الدماغ والجسم. قد تكون عواقب الإهمال وخيمة، لذا يُعد العجز العصبي التدريجي أخطر هذه الحالات، ولكننا نواجه أيضًا في كثير من الأحيان ألمًا مستمرًا وتشوهات معقدة ونتائج سلبية طويلة الأمد”.

يمكن أن تؤثر إصابة الحبل الشوكي على أكثر من مجرد الحركة فقد تؤثر على ضغط الدم، والتحكم في المثانة والأمعاء، وحتى الوظيفة الجنسية. والمقلق هو مدى خفّة الأعراض المبكرة في كثير من الأحيان. هل تشعر بحرقة في الأطراف؟ هل تشعر بخدر أو ثقل؟ هذه هي علامات الإنذار المبكرة للجسم، ويمكن تجاهلها بسهولة. ومجرد عدم وجود إصابة ظاهرة لا يعني أن الأمور على ما يرام.

تشخيص إصابة الحبل الشوكي

لهذا السبب، يُعدّ التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية. يقول الدكتور أنكور جوبتا، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري في مستشفى أبولو سبكترا في كانبور بالهند، إن الأدوات الحديثة قد حسّنت دقة التشخيص بشكل ملحوظ.

وأوضح قائلًا: “يساعد التقييم السريري في تقييم الأعراض وقوة العضلات، ولدينا تقنيات مثل الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، وحتى خيارات متقدمة مثل قياس الطيف متعدد الموجات بالموجات فوق الصوتية”.

علاج إصابات الحبل الشوكي

بعد التشخيص، يعتمد العلاج على شدة الإصابة. يمكن علاج الإصابات البسيطة بالراحة وتسكين الألم والعلاج الطبيعي. أما الحالات الخطيرة فقد تتطلب جراحة لإزالة شظايا العظام، أو إصلاح الانزلاق الغضروفي، أو تثبيت العمود الفقري باستخدام غرسات. وهذه ليست سوى البداية. قد تشمل الرعاية طويلة الأمد العلاج الطبيعي، والعلاج المهني، والدعم النفسي، وفي بعض الحالات، استخدام الأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة أو المشايات.

مع ذلك، فالأبحاث المتطورة في مجال علاجات الخلايا الجذعية والأطراف الاصطناعية العصبية تُبشّر بإمكانيات علاجية مستقبلية واعدة، لكن الوقاية، كما هو الحال دائمًا، خير من العلاج، يبدأ العمود الفقري القوي والصحي بالعادات اليومية، وممارسة الرياضة بانتظام، واستخدام كراسي مريحة، ووضعية جلوس جيدة، واليقظة أثناء الأنشطة الخطرة.

أكثر من نصف حالات إصابات الحبل الشوكي ناتجة عن السقوط، لذا فإن معدات السلامة والاحتياطات الهيكلية ليست إضافات اختيارية؛ بل هي منقذة للحياة.