الشبكة نيوز : عاصفة أو زلزال.. متى يكون الخوف من هذه الظواهر طبيعيا ومتى تلجأ للطبيب؟

الشبكة نيوز :
عاصفة أو زلزال.. متى يكون الخوف من هذه الظواهر طبيعيا ومتى تلجأ للطبيب؟

الخوف والرهبة من الظواهر الطبيعية المفاجئة، فالقلق والتوتر، كلها مشاعر طبيعية ترافق الإنسان عند حدوث الكوارث الطبيعية، كالعواصف أو الزلازل.ولا شك أن التعرض لمثل تلك الظواهر، أصبح واقعًا نعيشه من حين إلى آخر، هي أحداث خارجة عن إرادة البشر، لكن احتمالية التعرض لها قائمة دومًا، ولا يمكن إنكار أثرها على الصحة النفسية.

تأثير الكوارث الطبيعية على الأفراد

يتباين تأثر الأفراد بالكوارث الطبيعية، فكل شخص يختبر مشاعر متباينة تجاه الحدث، إلا أن الخوف والقلق غالبًا ما يكونان مشتركين بين الجميع.

ردّ فعل الجسم الطبيعي

يقول الدكتور عادل سلطان، استشاري الطب النفسي بقصر العيني، إن التعرض لكارثة طبيعية كالعواصف المفاجئة أو الزلازل، أو غيرها من الظواهر التي لا يد للإنسان فيها، قد يولّد نوعًا من القلق والتوتر، وهذا رد فعل طبيعي جدًا، فالجسم يُظهر هذه المشاعر كآلية حماية في مواجهة التهديد، ولكن تختلف شدة التأثير من شخص إلى آخر.

الفئات الأكثر عرضة للتوتر والقلق

ويتابع الدكتور عادل مؤكدًا أن هناك فئات من الأشخاص أكثر قابلية للشعور بمشاعر التوتر، والقلق، والخوف، والاكتئاب، وكذلك حالة الترقب المستمرة لأي كارثة طبيعية وتوابعها.

هذه المشاعر تُعد طبيعية في حدودها، ولكنها قد تصبح خطرًا حقيقيًا إذا تجاوزت حدها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من اضطرابات نفسية، سلوكية، أو وسواسية. فالكارثة حينها ليست عابرة، وقد تستمر آثارها النفسية لفترة طويلة بعد انتهائها.

فبعض الأشخاص، ممن يعانون من اضطرابات مثل:

اضطرابات القلق

اضطرابات الاكتئاب

الوسواس القهري

اضطراب ما بعد الصدمة

أو أولئك من ذوي الشخصيات الحساسة للغاية أو المفرطة القلق

تكون لديهم استجابات نفسية وجسدية مفرطة تجاه هذه الكوارث، ويزداد لديهم الشعور بالرهبة والترقب.

الأعراض الطبيعية مقابل المرضية

الأعراض النفسية الطبيعية تشمل القلق، الخوف، والترقب.

أما الأعراض الجسدية، فتظهر على شكل:

اضطراب في ضربات القلب

تعرّق

رعشة

وهذه نتيجة طبيعية لزيادة هرمون الكورتيزول في الجسم.

لكن النمط المرضي قد يتطور إلى:

اكتئاب دائم

نوبات هلع

اضطرابات نوم حادة

كوابيس متكررة عن الكوارث

الخوف من الأصوات العالية أو الحركات المفاجئة

تشاؤم مفرط تجاه المستقبل

استدعاء ذكريات قديمة مرتبطة بكارثة سابقة

تخيّل توابع للزلزال، أو عاصفة بسبب رياح عادية

إدارة الأعراض النفسية والتعامل مع المخاوف

إذا استمرت الأعراض وازدادت حدتها، يجب التوجه إلى طبيب نفسي مختص، لأن السبب قد يكون اضطرابًا نفسيًا عميقًا أو صدمة قديمة.

العلاج في هذه الحالة يجمع بين:

العلاج السلوكي المعرفي

وأحيانًا، الأدوية المهدئة أو المضادة للاكتئاب إذا لزم الأمر

نصائح للمرضى الاكثر تأثرا عند حدوث الكوارث

تابع حالتك مع طبيبك النفسي بانتظام، خاصة بعد الكوارث.

التزم بتناول أدويتك في مواعيدها دون تأخير.

حافظ على نظام حياتك الصحي والنفسي، من خلال:

ممارسة الرياضة

التواصل مع طبيبك

الحديث مع أشخاص داعمين

لا تتابع الأخبار المثيرة للقلق عن الكارثة، وابتعد عن مصادر التوتر.

شتّت انتباهك بنشاط مفيد: تنزه، مارس الرياضة، أو ساعد الآخرين إن استطعت.

تجنّب الأشخاص والأفكار السلبية، ولا تُكثر من الحديث عن الكارثة وتوابعها.

نصائح عامة للتغلب على الخوف من الكوارث الطبيعية

توقف عن متابعة الأخبار والإحصائيات المتعلقة بالكوارث الطبيعية.

ابتعد عن التفكير السلبي، وركّز على كيفية التصرف الصحيح وقت وقوع الظاهرة.

علّم نفسك وأفراد أسرتك التصرفات السليمة عند وقوع الكارثة؛ هذه التدريبات تبعث الطمأنينة في العقل.

اشغل نفسك بالمهام اليومية لتجنب التفكير السلبي.

الخوف من الكارثة يجب أن ينتهي بانتهاء الحدث نفسه.

درّب نفسك على صرف التفكير في اتجاهات أخرى عند القلق.

استخدم كلمات مهدئة لطمأنة نفسك وعائلتك.

لا تستسلم لنوبات القلق، بل كن داعمًا لنفسك ولمن حولك.

تذكّر: الخوف لا يغير الواقع، لكنه يسرق راحتك.

درّب أفراد أسرتك على تذكّر المشاعر الإيجابية حتى في أحلك الظروف.

اجتمعوا معًا خلال حدوث الكارثة، وساندوا بعضكم.

لا تسمح للتفكير السلبي بالسيطرة أثناء الكارثة؛ فقد يُدخل عقلك في نوبة هلع حادة.

إن استطعت، اخرج مع عائلتك في نزهة، أو نفّذ نشاطًا عائليًا بسيطًا عندما تسمح الأجواء.

التحكم في المشاعر

الإيمان بأن بعض الأمور خارجة عن إرادتنا هو مفتاح التحكم في النفس.

أنت لا تستطيع السيطرة على الكارثة، لكنك تستطيع التحكم في رد فعلك ومشاعرك تجاهها