الشبكة نيوز :
خالد إبراهيم يكتب: تحية لمؤسس اتجاه “الشلبيزم” يونس شلبي اللى مابيجمعش
خالد إبراهيم يكتب: تحية لمؤسس اتجاه “الشلبيزم” يونس شلبي اللى مابيجمعش
الشبكة نيوز :
خالد إبراهيم يكتب: تحية لمؤسس اتجاه “الشلبيزم” يونس شلبي اللى مابيجمعش
الشلبيزم.. كلمة لا معنى لها، وليس لها أصل ولا حتى مُصطلح مترجم من لغة أخرى وتم تعربيه، لكنه مصطلح لا يعنى أى شيء، فقط هو مشتق من “شلبى”، لكن أحدًا حاول أن يضفى على هذا الاتجاه الكوميدى الذى انفرد به يونس شلبى فى مسيرته الفنية، فاختار هذا المصطلح ليبرز هذا التفرد فى أسلوب شلبى الكوميدى.
الأربعاء 4 سبتمبر 1985، نشرت جريدة “الجزيرة” السعودية، حوارًا مع الفنان يونس شلبى، كان العنوان الرئيسى ــ الذى توسط الصفحة ــ للحوار هو “يونس شلبى.. اللى مابيجمعش”، هذا العنوان الصحفى “الظريف” يُحيلنا بشكل آلى إلى شخصية يونس شلبى التى عرفناها جميعًا فى مسرحية “مدرسة المشاغبين”، والقليل من مسرحية “العيال كبرت”، وكيف كان لا يستطيع أن “يُركِّب” جملة واحدة سليمة، فيأتى بجملة من الشرق وأخرى من الغرب، فيكون حاصل جمعهم لا شيء واضح، ويكون رد فعل الجمهور أن يسقط على الأرض ضاحكًا، وأنا من هذا الجمهور الذى يظل ينتظر “دخلة” منظور ابن الناظر، وجمله الحوارية.

نص الحوار
عادة ما تكون الحوارات مع نجوم الكوميديا فى ذلك الوقت، عن أهم أعمالها، وأبرز المسرحيات والأفلام، والاستعداد لما هو قادم، أو ربما يكون الحوار عن أوضاع المسرح التى تراجعت، ولماذا طغت السينما، ومتى تتوقف موجة أفلام المقاولات لنعود إلى السينما الجادة مرة أخرى، أو ربما هذه الحوارات التى يسأل فيها الصحفى، ضيفه، بأكلته المفضلة أو ماذا يفعل فى أوقات فراغه، إلى آخر هذه النوعيات من الأسئلة، إلا أن هذا الحوار مع يونس شلبى، كان مختلفا إلى حد بعيد، فالحوار بأسئلته وإجاباته كان يدور حول، “فلسفة الكوميديا واتجاهاتها العالمية”، فتحول يونس شلبى إلى مزيج من أستاذ للفلسفة وبروفيسور علم الاجتماع.
المُبهر، أن يونس شلبى كان منطلقًا فى إجاباته ونقاشاته مع صحفى الجريدة ــ الذى لم يُذكر اسمه فى الحوار ــ فيُجيب بمنطقية الفلاسفة وعقلانية الأدباء وعمق المثقفين.
يقول الصحفى: “لماذا يضحك الناس من اللامعنى أو من الكلمات اللامترابطة.. ولأن يونس شلبى كثير الاطلاع وواسع الثقافة فإن له رؤية يحاول أن يفسر بها كثيرًا ما يحدث فى العالم”، ثم يسأل بعد ذلك: “هل يمكن أن نقول مثلاً أن هذا الاتجاه هو نوع من مسرح اللامعقول الذى سمعنا عنه فى أمريكا وأوروبا وهو ما يطلق عليه لفظ Theatre of Absurd أى مسرح العبث أو اللا معقول؟
ليرد يونس شلبى قائلاً: “ليس هذا بالضبط.. لأن مسرح اللامعقول فى الفن الأوروبى يعبر عن نزعة فلسفية سائدة عندهم الغرض منها هو الهروب من الواقع المنطقى، ذلك الواقع الذى خلف أو أنتج لهم الحياة الآلية أو الحياة الميكانيكية نتيجة سيطرة والالة، سيطرة محكمة وتامة على الإنسان الأوروبى، فكل شيء عندهم يسير آليا أو ميكانيكيًا، وتولد لديهم الإحساس بنوع من البلادة الذهنية أو الكسل العقلى.
ثم يعود الصحفى ليسأل: “إذًا.. كيف يفسر يونس شلبى – اللى ما بيجمعش؟ أعنى .. كيف تعلل نجاح هذا المشهد الذى شهرك واشتهرت به فى مسرحية “مدرسة المشاغبين” وأنت تطلق كلمات سريعة بلا معنی أو بلا رابط بينها؟
ويرد شلبى: الحقيقة أن إنسان هذا العصر يعانى من مشكلة كبيرة.. وهى كيفية التعبير عن وجوده وسط الأحداث اليومية التى تشاهدها وتعيشها أو نسمعها.. كل إنسان وفى أى مجتمع، يحاول التعبير عن وجوده الخاص.. وهو وجود مفعم بالعاطفة وحب الانتماء ورغبة أكيدة ملحة تلازمه طوال النهار فى أن يقدره الآخرون ويحسون به ويشعرون بكيانه.. وعندما ترى مشهدًا فى مسرحية أو حتى فى الحياة العادية.. رجلاً مثلاً يتكلم بسرعة وبدون رابط بين معانى الكلمات.. سيشد انتباهك الى هذا الرجل.. وهو يفعل ذلك عن عمد وقصد بغرض أن يشعرك ويشعر نفسه أنه فقط موجود، لقد أصبح الناس يمدون أياديهم إلى بعضهم البعض دون ان تتلاقى الأيادى أو دون حتى أن تتماس.
ويتابع شلبى: “فى رأيى الشخصى أن العالم اليوم اصبح متزاحمًا جدًا وتعداد السكان على مدار الكرة الأرضية يزداد ناهيك عن أن الدول والبلدان والقارات كلها أصبحت متقاربة وكأنهم يعيشون كلهم فى قرية صغيرة واحدة – وأجهزة الإعلام ساعدت على هذا كله.. وبالرغم من ذلك فإن الفرد أصبح له مشاكل أكبر ومطالب أكبر.. لكن أكبر مشكلة فى رأيى هى حبه الشديد للتعبير عن وجوده بين هذا الزحام العالمى الشديد”.
الشبكة نيوز :
خالد إبراهيم يكتب: تحية لمؤسس اتجاه “الشلبيزم” يونس شلبي اللى مابيجمعش
الشبكة نيوز :
خالد إبراهيم يكتب: تحية لمؤسس اتجاه “الشلبيزم” يونس شلبي اللى مابيجمعش
#خالد #إبراهيم #يكتب #تحية #لمؤسس #اتجاه #الشلبيزم #يونس #شلبي #اللى #مابيجمعش