التخطي إلى المحتوى

الشبكة نيوز :
جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ

الشبكة نيوز : 
                                            جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ
الشبكة نيوز :
جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ


الشبكة نيوز :
جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ

بصوته الرخيم المميز، وحضوره الكاريزمي الهادئ، وقدرته الفذة على تجسيد شخصيات تتراوح بين الحكيم والمستشار، مرورًا بالرجل العادي الذي يواجه تحديات استثنائية، وصولًا إلى أدوار السلطة، أصبح الفنان مورجان فريمان وجهًا مألوفًا يبعث على الطمأنينة والثقة، وأيقونة للعديد من الأجيال، واليوم 1 يونيو عيد ميلاده الثمانية والثمانين، بعد رحلة عطاء فني جعلت منه واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا واحترامًا في تاريخ هوليوود.

مسيرة فنية متأخرة الانطلاق.. عميقة الأثر

بدأت رحلته مع الفن بشكل متأخر نسبيًا مقارنة بالعديد من نجوم جيله. بعد سنوات من الخدمة في القوات الجوية الأمريكية، ثم العمل المسرحي في نيويورك، بدأت فرصته الحقيقية في الظهور خلال الثمانينيات، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن مسيرته سرعان ما اكتسبت زخمًا، ليقدم خلالها مجموعة من الأفلام التي حفرت اسمه في ذاكرة المشاهدين.
من أبرز أعماله التي لا تُنسى فيلم ” Driving Miss Daisy – 1989″ وهو الدور الذي أكسبه أول ترشيح لجائزة الأوسكار، وجسد فيه شخصية “هوك كولبورن” السائق الأسود الحكيم الذي يربطته علاقة إنسانية عميقة بسيدة عجوز بيضاء، وفي فيلمه (The Shawshank Redemption – 1994) قدم دور السجين الحكيم الذي يقدم السرد الصوتي للفيلم، يعد من أيقونات السينما العالمية، وأحد أكثر أدواره تأثيرًا، وفي فيلم (Se7en – 1995)، جسد دور المحقق العجوز “سومرست” ببراعة، مقدمًا مزيجًا من اليأس والحكمة في عالم الجريمة المظلم، وهو الدور الذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، حيث قدم شخصية “إيدي” الملاكم العجوز والحكيم الذي يقف بجانب المدرب والملاكمة الشابة، ف (Million Dollar Baby – 2004)، وبالطبع لا أنسي دوره وأداءه الأسطوري لشخصية الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، والذي أظهر قدرة فائقة على التقاط جوهر الشخصية التاريخية، وذلك في فيلم (Invictus – 2009)

مورجان فريمان
مورجان فريمان

وجه الحكمة، صوت السرد، وسحر الحضور

يُعرف أداء مورغان فريمان بخصائص فريدة جعلته يتميز عن أقرانه، وأهمها صوته الكاريزمي فهو  يمتلك صوتًا عميقًا ومميزًا، يُعد علامة فارقة في أدواره. هذا الصوت لا يُستخدم فقط للحوار، بل غالبًا ما يُعهد إليه بدور الراوي (Narrator) في العديد من الأفلام الوثائقية والروائية، مما يضفي على السرد مصداقية وهدوءًا وثقلًا. صوته وحده قادر على بث الطمأنينة أو التوتر أو الحكمة.

في كثير من أدواره، يميل فريمان إلى تجسيد شخصيات حكيمة، أخلاقية، وذات نزاهة عالية. سواء كان قاضيًا، محققًا، سائقًا، أو حتى الإله نفسه في “بروس الخارق” (Bruce Almighty)، فإنه ينجح في إضفاء هذا الطابع من الوقار والسلطة الهادئة على الشخصية. هذا لا يعني افتقاره للتنوع، لكنه يبرع بشكل خاص في هذه النوعية من الأدوار.

لا يعتمد فريمان على المبالغة في التعبير الجسدي أو الانفعالي. بل يفضل الأداء الاقتصادي، حيث تكون كل حركة أو نظرة أو نبرة صوت محسوبة، تحمل دلالات عميقة وتأثيرًا قويًا على المشاهد. عيناه المعبرتان ترويان الكثير دون الحاجة للكلمات، وعلى الرغم من النمط الذي قد يظهر في بعض أدواره كـ”الرجل الحكيم”، إلا أن فريمان ينجح في إضفاء لمسة فريدة على كل شخصية. فـ”ريد” في “شاوشانك” يختلف عن “إيدي” في “مليون دولار بيبي” أو “مانديلا” في “إنفيكتوس” في التفاصيل الدقيقة والسياق النفسي، وإن اشتركوا في سمة الحكمة. هذا التنوع في العمق هو سر نجاحه.
بعيدًا عن الأضواء السينمائية، يتمتع مورغان فريمان بحياة شخصية حافلة، ويُعرف بالتزامه بالقضايا الاجتماعية والبيئية. يهتم بشكل خاص بقضية التغير المناخي، ويستخدم صوته ومنصته لدعم المبادرات البيئية. كما أنه يمتلك مزرعة كبيرة في ميسيسيبي، حيث يقوم بتربية النحل ويحرص على ممارسات الزراعة المستدامة، وتعددت زيجاته، وكان أحدثها من مايرنا كوللي لي، لكن حياته الشخصية كانت بعيدة عن صخب الإعلام قدر الإمكان. عُرف عنه تواضعه وبساطته رغم نجوميته الطاغية.

في عيد ميلاده، يبقى مورغان فريمان رمزًا للتفاني والإتقان في فن التمثيل. بقدرته على إضفاء المصداقية والعمق على أدواره، وبصوته الذي أصبح مرادفًا للحكمة والسرد القصصي، لم يقتصر تأثيره على الشاشة الفضية فحسب، بل امتد ليكون مصدر إلهام للكثيرين. إن إرث مورغان فريمان ليس فقط في عدد الأفلام التي قدمها أو الجوائز التي حصدها، بل في الأثر العميق الذي تركه في نفوس المشاهدين، كفنان استثنائي جسد الروح الإنسانية بكل تعقيداتها، وأصبح بحق أيقونة خالدة في عالم الفن.

الشبكة نيوز :
جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ

الشبكة نيوز :
جمال عبد الناصر يكتب: عندما يصبح الأداء بصمة.. رحلة فنان لا يشيخ
#جمال #عبد #الناصر #يكتب #عندما #يصبح #الأداء #بصمة #رحلة #فنان #لا #يشيخ