الشبكة نيوز : ارتفاع ضغط الدم.. ما مدى أهمية التشخيص المبكر؟

ارتفاع ضغط الدم، المعروف أيضًا باسم “القاتل الصامت”، يعنى ارتفاع ضغط الدم باستمرار على جدار الأوعية الدموية، ويتم تشخيص المرض عندما يتجاوز 140/90 ملم زئبق، ويُعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من ارتفاع ضغط الدم، لكن أكثر من نصفهم لا تظهر عليهم أعراض أو يجهلون إصابتهم بالمرض، ويعود ارتفاع معدل انتشار المرض بشكل رئيسي إلى تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، مثل زيادة تناول الملح، وتناول الوجبات السريعة الغنية بالصوديوم، وقلة النشاط البدني وممارسة الرياضة، وزيادة الوزن أو السمنة، وزيادة التوتر النفسي، وقلة النوم، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.

قد يُسبب ارتفاع ضغط الدم مضاعفات قاتلة إذا تُرك دون علاج على المدى الطويل، مثل النوبات القلبية الحادة، والسكتات الدماغية، وأمراض الكلى، وغيرها من الحالات الصحية الخطيرة، ويؤدي ارتفاع ضغط الدم المستمر إلى أمراض الأوعية الدموية الدقيقة، التي تُؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة وتُلحق الضرر بالأعضاء الحيوية التي تُغذيها، مثل القلب والدماغ والكلى والعين، وغيرها.

ويُمكن للتشخيص المبكر، من خلال إجراء الفحوصات الوقائية، أن يمنع أو يُقلل من المضاعفات الضارة طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم.

الأسباب وراء أهمية التشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم
 

الوقاية من المضاعفات طويلة الأمد
 

آثار الارتفاع المستمر في ضغط الدم على جسم الإنسان معروفة جيدًا، وكلما تم تشخيص أي مرض في مراحله المبكرة، قلّت احتمالية الإصابة بمخاطر صحية أكبر، وفى حالة ارتفاع ضغط الدم يحميك التشخيص المبكر من حالات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، والسكتات الدماغية.

الوقاية من تلف الأعضاء الطرفية
 

إن الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم وعلاجه بالأدوية الخافضة للضغط المناسبة يمكن أن ينقذ الأعضاء الطرفية، مثل القلب والكلى والدماغ والعينين، ومن مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم المستمر، فقد يؤدي تضخم الأوعية الدموية الناتج عن ذلك إلى تلف الشرايين، مما يؤثر بدوره على الأعضاء التي تغذيها، لذلك تساعد الفحوصات الصحية الدورية، التي تشمل تحليل الدهون، ومراقبة مستويات السكر في الدم، واختبارات وظائف الكلى، وغيرها، وخاصةً لدى من لديهم تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم، بشكل كبير في الحفاظ على صحة الأعضاء.

تحسين متوسط العمر ونوعية الحياة
 

عندما يتم اكتشاف ارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر، سيكون متوسط العمر المتوقع أفضل وسيكون هناك تحسن في نوعية الحياة، وخالية من المضاعفات، وبالتالي تجنب الأمراض الأكثر عدوانية في وقت لاحق من الحياة، مما يؤدي إلى دخول المستشفى.

خفض تكاليف الرعاية الصحية
 

يمكن أن يوفر الشفاء المبكر عن الحالة تكلفة العلاجات الباهظة للمضاعفات.
 

زيادة الوعي 
 

إن الحملات الصحية العامة للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تثقيف الجمهور حول الحاجة إلى النشاط البدني وإدارة نمط الحياة بشكل أفضل وتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم وتقليل التوتر وغيرها من العوامل التي تسبب ارتفاع ضغط الدم.

أهمية اتباع نظام غذائي قليل الملح
 

من بين جميع التدابير المتخذة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم مبكرًا وعلاجه، يبدو أن اتباع نظام غذائي قليل الملح له أهمية بالغة بشكل خاص، حيث توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بتناول 2000 ملج من الصوديوم يوميًا كحد أقصى (أي ما يعادل أقل من 5 جرامات من الملح) للبالغين.

كيف يمكننا تقليل الملح في نظامنا الغذائي؟
 

أثبتت التجارب السريرية أن تقليل الملح في النظام الغذائي يخفض ضغط الدم بمقدار 6 ملم زئبق، ويمكن تحقيق ذلك بتجنب الأطعمة المعروفة بغناها بالملح، مثل المخللات، والأطعمة المحفوظة، والخضراوات المعلبة، ورقائق البطاطس، وغيرها من الأطعمة المصنعة، كما أن الوجبات السريعة غنية بالملح أيضًا، وتدريجيًا ستتكيف براعم التذوق لدينا مع انخفاض محتوى الملح في الطعام، وستتكيف تلقائيًا مع الطعم.

فهناك اعتقاد خاطئ شائع بأن الأطفال يحتاجون إلى كمية أكبر من الملح لنموهم، حيث يحتاج الأطفال دون سن عام واحد إلى أقل من جرام واحد من الملح يوميًا في نظامهم الغذائي، ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة الأخرى أن زيادة التعرق في أشهر الصيف يجب تعويضها بالملح، ولذلك يُضاف الملح إلى العصائر أو اللبن الرائب، ولكن يحتوى العرق على كمية قليلة جدًا من الصوديوم، والشيء الوحيد الذي يجب تعويضه هو الماء.

كما تحتوي الأطعمة الحلوة مثل المربى والكعك والخبز على الملح أيضًا، لذلك من المهم جدًا تعليم الأطفال، وحتى البالغين، قراءة ملصقات الطعام قبل تناولها، والتشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم وبدء العلاج يُعطي أفضل النتائج. ولكن تبقى الوقاية خير من العلاج.