الشبكة نيوز : الحليب كامل أم قليل الدسم؟ .. أيهما أفضل لمرضى القولون العصبي

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية مزمنة بالابتعاد عن منتجات الألبان، وينصح الأطباء باتباع نمط حياة خال من منتجات الألبان، خاصةً إذا كانوا يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو شُخِّصوا بمتلازمة القولون العصبي (IBS)، وهي حالة تتميز بألم في البطن وتغيرات في عادات التبرز، مثل الإسهال أو الإمساك أو كليهما.

مع أن التوقف التام عن تناول منتجات الألبان، كالحليب، قد يكون صعبًا، خاصةً إذا كنت من محبي الشاي أو القهوة، إليك دليل لاستكشاف البدائل ومقارنة إيجابيات وسلبيات الحليب كامل الدسم وقليل الدسم، يساعدك طبيب الجهاز الهضمي على فهم أيهما أفضل لمرضى القولون العصبي، ويشاركك بدائل صحية أخرى للحليب.

المحفزات الشائعة لمرضى القولون العصبي

وفقًا لموقع onlymyhealth عادةً ما يُحفَّز القولون العصبي بعوامل نمط الحياة، بما في ذلك الطعام والتوتر وبعض الأدوية، ورغم أن هذه العوامل قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن بعض الأسباب الشائعة هي منتجات الألبان والغلوتين والأطعمة الحارة والوجبات الغنية بالدهون وغيرها.

كيف تؤثر منتجات الألبان على مرضى القولون العصبي

العديد من المصابين بمتلازمة القولون العصبي أفادوا بأن منتجات الألبان تزيد من أعراضهم، مثل الانتفاخ والغازات والإسهال وآلام البطن، غالبًا ما يُعزى هذا التفاعل إلى عدم تحمل اللاكتوز، وهي حالة شائعة يفتقر فيها الجسم إلى إنزيم اللاكتاز اللازم لهضم اللاكتوز، وهو السكر الموجود في الحليب ومنتجات الألبان.

اكتشفت العديد من الدراسات العلاقة بين عدم تحمل الحليب المُبلّغ عنه ذاتيًا ومتلازمة القولون العصبي، لكن النتائج لا تزال غير حاسمة، ونُشرت دراسة في مجلة Cureus، استشهدت بدراسة استقصائية وجدت أن عدم تحمل اللاكتوز أكثر شيوعًا بين النساء، ومرضى القولون العصبي، والذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين، ومع ذلك، تشير دراسات اختبار الهيدروجين في التنفس إلى وجود تناقض بين الأعراض المُبلغ عنها وسوء امتصاص اللاكتوز الفعلي، أبرزت هذه النتائج أن عدم تحمل الحليب المُبلغ عنه ذاتيًا لا يُنبئ بشكل موثوق بسوء امتصاص اللاكتوز الفعلي، وأن أعراض القولون العصبي قد تكون ناجمة عن عوامل أخرى في الحليب أو عن تباين فردي في عملية الهضم.

بالنسبة لمرضى القولون العصبي، حتى كميات صغيرة من اللاكتوز قد تُسبب لهم انزعاجًا، مما يؤدي إلى دورة من الامتناع عن تناوله وتقييد نظامهم الغذائي، إضافةً إلى ذلك، قد يختلف تأثير منتجات الألبان على القولون العصبي اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، ويتأثر بمستويات تحمل كل شخص وتركيبة نظامه  الغذائي

الحليب كامل الدسم أم قليل الدسم أيهما جيد لمرضى القولون العصبي

يحتوي الحليب كامل الدسم على نسبة دهون أعلى، ما قد يُبطئ عملية الهضم، وقد يُفاقم أعراضًا مثل الانتفاخ والغازات والشعور بعدم الراحة لدى مرضى القولون العصبي، قد تُحفز الدهون الموجودة في الحليب كامل الدسم الأمعاء، ما يؤدي إلى زيادة الانقباضات التي قد تُسبب نوبات القولون العصبي.

في المقابل، يحتوي الحليب قليل الدسم على نسبة دهون أقل، ما يُسهّل هضمه لدى بعض الأشخاص، هذا الانخفاض في الدهون يُساعد على تقليل اضطرابات الجهاز الهضمي، مما يُتيح تجربة أكثر راحة عند تناول منتجات الألبان.

لذلك، بالنسبة لمرضى القولون العصبي، فإن اختيار حليب قليل الدسم قد يكون الخيار الأكثر ملاءمة، لأنه أقل عرضة لإثارة الأعراض ويمكن أن يوفر بديلاً أكثر لطفًا مع الاستمرار في تقديم الفوائد الغذائية للألبان.

بدائل الحليب النباتية التي يمكنك تجربتها

يمكن للعديد من منتجات الألبان التقليدية أن تزيد من أعراض القولون العصبي بسبب محتواها من اللاكتوز، مما قد يؤدي إلى الانتفاخ والغازات والشعور بعدم الراحة لدى من يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، لذلك، غالبًا ما تحتوي أنواع الحليب النباتية، مثل حليب اللوز والشوفان وجوز الهند، على مستويات أقل من الفودماب، وهي كربوهيدرات قابلة للتخمر قد تُسبب أعراض القولون العصبي.

بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تكون هذه البدائل مُدعّمة بالفيتامينات والمعادن، مما يُوفّر فوائد غذائية دون المعاناة من مشاكل الهضم المُصاحبة لمنتجات الألبان. باختيار الخيارات النباتية، قد يجد مرضى القولون العصبي راحةً من أعراضهم مع الاستمتاع بمجموعة متنوعة من النكهات والقوام، مما يجعل هذه البدائل ليس فقط خيارًا عمليًا، بل لذيذًا .